.
.
في خضم الحياة المستمرة . . تغدوا قلوبنا ب حاجةٍ الى ماء طاهر وانفاس نقية جديدة
لتغسل ادران سويدائها وتمحوا اوزار خطاياها . . فهل سيمنحنا الوقت لحظةٌ يتوقف فيها لأجلنا !
كي نُغير مااقترفناه بأيدينا ؟!
القلم . . التحف انأملي بهدوء كعادته . . وقصَ شريط فكري المشتت . . مبعثراً ذكرى مهترئة !
آخذاً بي الى هنا حيثُ مضت بنا السنون دون توقف . . لم أجد سوى اسطوانة مشروخة تعبق
ببقايا ثاني ا...يد الكربون المُشبع بثواني العمر المنقضية !
أعمل الزمن سيفه فيها مخلفاً ندبات غائرة أبت أنفاسي الاو...جينية المتجددة ان تمحوها
على الرغم من ذالك . . أدرت الاسطوانة ببطء . . كادت زفراتي المتوترة أن تطفئ شمعتي الوحيدة
وفي حالة من الانفصام . . اقتلع عقلي بقسوة اقفاله الموصدة . . محطماً تلك الابواب الداكنة
وعلى وقع ِانغام الاسطوانة . . دارت الدنيا في عيني . . اين السقف ؟!
فقدت احساسي بالزمن . . تراءت لي عقارب ساعة الحائظ وهي متوقفة في تمام الثالثة الا دقيقة صباحا
لم اقوى على الحراك . . ابدا !
تسلل خوف بطيء . . أغرقني في ظلمات حالكة . . لم اعُد أرى القلم او أشعر به
صوراً متآكلة عشوائية ! بدأت تتشكل شيئاً فشيئا ً
أحادية اللون . . بدت مُغبرة وهي تزيح اغلالاً قيدتها ِطوال سنين عديدة في غياهب العقل الباطن
احسست بروحي الحقيقية وهي تترائى في مخدعها بعد ان ذاب جليد الكبرياء الكاذب . .
زاد ذاك الاحساس وهنٌ باردٌ قاتل !
تساقطت قلاعُ تماسكي الخادع لأشعر ولأول مرة بأن قلبي يتألم لتراكمات سنين
مهما اخفت تلك الحُجب السوداء من آلام ومهما تناست من احزان فقد سُحقت اخيرا تحت وطء
مشاعر نفسية هائلة !
تزايدت وتيرة اللحن الخافت وتهامست تلك الصور في عيني وهي تغرقني في دوامة لا نهائية من
الذكرى الباهتة . .
دقائق عِشتُها وثواني تَنفستُها . . مدناً زُرتُها ولحظاتٌ تنسمتُها
اناسٌ قابلتهم لم اعرفهم واناسٌ عرفتهم لم اقابلهم . . أشخاص عانقتهم لم افارقهم واشخاص
فارقتهم لم اعانقهم . . خطايا اتركبتها تناسيتها وذنوبٌ اقترفتها استصغرتها
الرملُ والبحر . . المدينةُ والشَجر . . الليلُ والسمر
أماني نمت في ظلال العمر و مُزِقت تحت سيوف القدر . .
لم اعد احتمل . . كفى
خفق قلبي بشدة وانا اصارع قوى الانهيار الداخلي محاولاً اسدال ستائر جديدة من النسيان المؤقت
اين تلك الارادة القوية ؟
اين تلك الروح الغامضة ؟
انسابت افكار لا متوازنة اخرى
اذا فلا كتلة جليد بعد اليوم . . وانا اتصبب عرقا تمنيت ان أُدفن في تلٍ من الثلج في احد طرق
مانهاتن !
لماذا مانهاتن ؟ لا اعلم . . اليس دائما ماتكون محاطة بالثلج الناصع في ليالي ديسمبر الباردة ؟
أرى احدهم يُراقص عشيقته في الباحة الجليدية الصغيرة وأرى احدهم يطفئ شمعته السادسة
و ارى احداهن تختفي بقلبها
ارى نبضٌ يخفِت وعينٌ اُغمِضت واكفان نُشرت وقبورٌ بُعثرت . .
محاولاً استخلاص معادلة نهائية تجعلني على توافق مع عالمي المجنون . . أفشلُ كعادتي !
تأملت في تلك الساعة المتوقفة تماما على الحائظ . . تحسست قلبي هل توقف اخيرا ؟!
ولكن
دقت الساعة بعنف كاسرة حاجز الصمت الرهيب !
اذا فهي لم تتوقف يوما . . بل أنا من توقفت
لم يتوقف الزمن يوما لأحد ولم يُبدي عطفه لي ايضا
الا تقف ايها الزمن للحظة ؟!
الا تقف لأرتاح قليلا ؟!
الا تقف ليقف عالمُك المجنون ؟!
مهما يكن انا مدين لك فقد اعدتني الى خط الحياة لأرى انفاسي مجدداً تختلط بزخم افكاري
المجنونة وتمحوها تماما . . اذا فأنا على قيد الحياة !
اذا فقد كانت وقفة اخرى مع نفس حائرة . . هل كانت تفريغ ل طاقات هائمة في سويداء القلب ؟
ام لشحن بطارية الحياة من جديد ؟
وأياً يكن فأنى للندبات الغائرة التي تملأ الاسطوانة المشروخة ان تختفي !
مازال قلبي يبحث عن نصفه الآخر بينما تستمر صمامته واوردته في ضخ الدماء الى محيطه
المهترئ !
صرخ مناجيا ومستسلما . . لا تناسي بعد اليوم . .لا مزيدا من الستائر السوداء
لامزيدا من الكتل الجليدية والغشاوة الداكنة !
آن لك ان تستريح . . أطلقها بعنف ومازالت تطرق عقلي حتى اللحظة
ولكن هيهات
اما تعلمُ ياقلبي . . اردفت بهدوء !
أني لم اكن يوما مستسلما لأحد
انا ذهن غائر وجسدٌ سائر ونفسٌ حائر
هكذا ولدت وهكذا احيا وهكذا افارقك !
للأسف انت ياقلبي نصفي الآخر وانت ذهني الغائر وانت جسدي السائر وانت نفسي الحائر
انت من اطلقت دقاتي الاولى في هذه الحياة وانت من سيقف يوما ما لتوديعي !
اذا فالهم كله سيلقى على كَتفك . . والحِمل كله سيوردك حتفك !
اما انا فلن استسلم يوما
الا إن
استسلمت انت !!
مما راق لي ..