بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة عاجلة
من ...... أنا الموقع أدناه
إلى ..... قارئ الرسالة حفظك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربما تتعجب كيف وصلتك رسالتي هذه، وما هي العلاقة بيننا، فتعجبك ليس بمكانه، فأنت مسلم تهتف باسمي وتنادي العالم من أجلي، وقد تركت بصمتك على أرضي وجبت بكرمك ساحاتي، فكيف لي أن أنسى من ليس ينساني!
أخي حفظك الله ورعاك إن الهمة التي يجب أن يكون عليها كل مسلم هي التي دفعتني أن أكتب لك هذه الكلمات وأسطر لك هذه الحروف، فبالأمس كانت لك وقفات واليوم اختفت، ليس فرحا بالدنيا ونعيمها ولكن انشغالا بما دوني، لست أدعي أنك نسيتني بل أنت الذي عرفتك تدعو لي بكل مناسبة وتذكرني بكل وقت.
نعم، أتذكرك باليوم الذي أحزنني وشق عليّ صمت العالم فيه أجمع، ولست أحملك عبء المسؤولية فما أنت سوى واحد من مليار ونصف لم يحركوا ساكنا بل اكتفوا بكلمات لا تطفئ النار التي اشتعلت بمنبري وجدراني.
نعم، أنا المسجد الأقصى المبارك الذي تشد إليه الرحال بكت عيني لأنك اليوم ما شددت إلي رحالك، وخفت تلك الهمة التي رأيتها فيك الأيام التي مضت، فكم أنا مشتاق لمن علة همتهم، وقل حديثهم وبالخير ما نسوا عُماري وبالدعاء لي ما كلوا ولا ملّوا ..
فبارك الله فيك وجزاك عني خيرا، واعلم أني ما أرسلت هذه الكلمات لك إلا لأني أحبك وأردُ لك وفاء لي صنعته ومعروفا لي قدمته.. ولغيرتك على دين الله فلم أجد أفضل من الوفاء أقدمه لكَ شكرا، إذ أنه طريق طويل مليء بالورود، خالٍ من الأشواك .. لا ينضب منه الإخلاص، فهو وفاءٌ بالكلمة، وإخلاصٌ في التعامل، وصدقٌ في المشاعر.
أخي الفاضل – سترك الله في الدنيا والآخرة – حقٌ ليدِكَ التي رفعت تدعو لي بالخير وتقدم المشاريع نصرة لي وعونا لعماري أن تجد مني كلمة وفاء، ولقلبِكَ الذي فتح لي أبوابه بكل رحابة، أن يُقابل بوُدٍّ عظيم... فلكَ مني دعوة خير وصلاح في ظهر الغيب..
وإني أختم رسالتي هذه معك والقلب يعتصر ألما مما ألاقيه، ومن النار التي يقترب لهيبها مني كل لحظة، ومن المعاول التي تهدم من أركان كل يوم حفنة، وحال المسلمون لا تسر صديقا، ولا تفرح حبيبا، وما سلوتي وشكواي إلا لربي الذي هو يحمين..
وبارك الله فيك وجزاك عني خير الجزاء
والعام المقبل وأنت في أكنافي ساجدا إن شاء الله
مسجدكم الأسير
قبلة المسلمين الأولى/ ثاني المسجدين
المسجد الأقصى المبارك
كتبها الشيخ مهنا نعيم نجم