يستند دستور الحياة الزوجية السعيدة على قاعدة أساسية هي التفاهم والمحبة، والاحترام، والصداقة وان زواجاً لاينتهي الى صداقة انما هو زواج تعيس مما لاشك فيه ان الوضع الاقتصادي للاسرة ماهو الا عامل مساعد لتمشية الحياة اليومية.
في هذا التحقيق استطلعنا عدداً من الاراء بشأن السؤال الذي طرحناه وكان رأي السيد محمد سعيد البندر الخبير في وزارة التربية اكثرها دقة وفائدة اذ يقول:
السعادة الزوجية نسبية وتقديرها يعود الى كل واحد من الشريكين ونظرته الخاصة بالسعادة واهدافه من الزواج ، فضلاً عن حدود القناعة التي يمتلكها كل من الرجل والمرأة.
من المسلم ان الوضع الاقتصادي الجيد له التأثير الكبير في علاج الكثير من المشكلات التي قد تكون سبباً مباشراً او غير مباشر في تعكير صفو الحياة الزوجية. ولكن قد يعجز المال عن تأمين الحياة الزوجية إذا جفت حياة الزوجين او احدهما من مشاعر الحب والمودة والرغبة في اسعاد الشريك. ويبدو ان توفر عامل الرضا والقبول بين الزوجين يخفف من الاثار السلبية التي تظهر نتيجة اتساع رقعة المسؤوليات والالتزامات الزوجية التي تتطلب حسن التنظيم وايجاد الاساليب الناجحة في التعامل معه مع وضع صيغ تحدد دور ومسؤولية كل من من الزوج والزوجة. اذن ، هناك ثلاثة محاور تدور حولها اجراءات وانشطة الاسرة.
ـ اجراءات يتولاها الزوج
ـ اجراءات تتولاها الزوجة
ـ اجراءات تتطلب جهوداً مشتركة بين الزوجين.
هنا تظهر المشكلات جراء تقصير احد الطرفين في اداء التزاماته ومستوى حرصه في المحافظة على مصالح الاسرة وابنائها وديمومة وجودها. اذ من المتوقع ان تتباين المواقف والدافع والرغبة في الحفاظ على عش الزوجية. ولابأس من الاشارة الى ان السعادة الزوجية تبقى مرهونة بالعديد من العوامل والمؤثرات، ويحتل العامل الاقتصادي الاولوية في تقرير مستوى السعادة الزوجية وديمومتها وبطبيعة الحال ستلعب الزوجة الدور الحيوي في الدفاع عن كيان الاسرة وسعادتها من خلال تحملها المسؤولية، والتضحية والمثابرة في التعاون والتنسيق مع الزوج في حماية هذه المؤسسة التي باركها الله حين قال: بسم الله الرحمن الرحيم” وخلقنا لكم من انفسكم ازواجاً لتسكنوا اليها وجعلنا بينكم مودة ورحمة “ صدق الله العظيم.اما السيد سعد مطر عبود، معاون المدير العام لاعداد المعلمين فيقول:
ـ مما لاشك فيه ان للعامل الاقتصادي تأثيراً بالغاً في تحقيق السعادة الزوجية، لان استقرار الاسرة مرهون بذلك، فضلاً عن عوامل اخرى، وكما هو معروف ان الكثير من الفتيات يسعين للارتباط بمن هو اكثر قدرة من النادية المادية، وذلك ليتسنى لهن العيش في بحبوحة وطمأنينة، واذا ماعدنا الى المرحلة السابقة ابان العهد المباد وخاصة فترة الحصار لوجدنا ان الكثير من المشكلات الاجتماعية، كالطلاق والتفكك الاسري بسبب الازمات الاقتصادية، وكذلك عزوف الكثير من الشباب عن الزواج بسبب البطالة، اوضعف الدخل او عدم الامكانية في توفير متطلبات الزواج وخاصة في تلك الفترة اذ كانت المهور عالية، وتحول المجتمع من مجتمع تغلبت عليه القيم الاسلامية الى مجتمع تهيمن عليه النزعة المادية سواء بشكل مباشر او غير مباشر. ومن هنا ندعو الى ان ينظر المعنيون بهذا الامر سواء كانوا في السلطة ، او في مجال اخر على معالجة افرازات تلك الفترة المنصرمة ليتسنى بناء اسرة متماسكة، وتحقيق السعادة للجميع.
ومن هنا يمكننا القول: ان العامل الاقتصادي مهم للسعادة الزوجية لانه يسهم في توفير المستلزمات الضرورية للعيش الرغيد، فضلاً عن تقليله للضغوط النفسية التي تواجه الزوج او الزوجة، واذا ما كانت الظروف الاقتصادية جيدة فتنع... كذلك على الاطفال، حيث تتم تربيتهم بالشكل الصحيح، وتهيئتهم للمستقبل المرموق.
واخيراً، نقول: ان السعادة الزوجية لاتقتصر على العامل الاقتصادي فقط بل هناك عوامل اخرى ابرزها التكافؤ في المستوى الثقافي والاجتماعي ، والتفاهم ، والود، لكن العامل الاقتصادي يؤلف الجسد بالنسبة لهذه المتطلبات. اعني اذا كانت العوامل الاخرى هي الروح، فالعامل الاقتصادي هو الجسد.
ويقول الدكتور محمد عبد الجليل، كلية العلوم / الجامعة المستنصرية
ـ ان السعادة الزوجية لاتتحقق الا بالتوافق النفسي، والعاطفي وقد يكون الوضع الاقتصادي عاملاً مساعداً لا اكثر ولا اقل.
اما السيد ليث حمودي ابراهيم / ماجستير في العلوم التربوية والنفسية فيقول:
ـ السعادة الزوجية هي بودقة محملة بكثير من العوامل المؤثرة فيها، منها التكافؤ بين الزوجين في المسائل الاجتماعية والاقتصادية والاتجاهات بشأن تكوين الاسرة. فاذا كانت الاتجاهات ايجابية كان الزواج اكثر توافقاً، وكذلك مساعدة اهل الزوجين في حل المشكلات العائلية فكثير من العوائل لديها الاموال ولكن ينقصها التفاهم او التكافؤ او وجود الاطفال فلايحسون بالسعادة الزوجية اذن، السعادة هي موقف نسبي. فالانسان يرى نفسه سعيداً عندما يضحك مثلاً او يبكي، واخر يرى نفسه سعيداً عندما يجمع الاموال ، واخر يرى نفسه سعيداً عندما يكتفي بشيء قليل من الاموال، لذا يمكن تعريف السعادة على انها ارتياح نفسي سلوكي معين، وقدرة الفرد على التعامل مع مفردات هذا الموقف.اما اذا قلنا هل ان الوضع الاقتصادي يؤثر في الحياة الزوجية فيمكن ان يكون جوابنا منصفاً وموضوعياً بكلمة(نعم) وخاصة بالظروف الحالية، وله تأثير بصورة مباشرة او غير مباشرة في السعادة الزوجية لان اساسيات الحياة هي السعادة الزوجية التي تتركز على خلوها من المشكلات بين الزوجين والمبنية على ارضية اقتصادية مناسبة فضلاً عن الحالة المعيشية المناسبة للزوجين التي توفر نوعاً من الاستقرار النفسي من خلال توفير الحاجات الاساسية مثل: المأكل ، والملبس، والسكن وخاصة الظروف الحالية التي يعيشها العراقيون في الوضع الاقتصادي للاسرةارتفاع الايجار، والمواد الغذائية بشكل غير معقول)
واخيراً نقول: ان التفاهم بين الزوجين بشأن الامور الحياتية يحقق لهما السعادة الزوجية
عن فؤاد عبد الرزاق الدجيلي