السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أقرأ كتاب مؤخراً وقد عجبني كثيراً ، فقررت أن اشاركم إياه
والكتاب هو قصة مثل ، جمع وإعداد الشاعر ناصر المسيميري
ذكر الكتاب أمثلة كثيرة مشهورة ، والقصص وراء كل مثل ، فاخترت لكم اليوم هذه القصة
وافق شن طبقة
هذا المثل يضرب كمثل عربي وشعبي ، وقد أوردته بعض الكتب وقصته كما جاء في بعض الكتب وإن
كان الناس يضربونه بالعامية ولا يعرفون قصته . اقول قصته أن رجلا بلغ من الكبر عتيا ولم يتزوج
لأنه لم يجد في نظره ما يناسب عقله في الذكاء والدهاء والفطنة ، وفي يوم من الأيام خرج من قريته
قاصداً بلداً أخر فوجد رجلا في نفس الطريق يريد ذلك البلد فعقدا النية على السفر سوياً وكان هذا
الرجل الكبير الذي لم يتزوج اسمه (شن) فلما سارا
قال شن للرجل : أتريد أن تحملني أم أحملك ؟
فقال الرجل : لا تحملني ولا أحملك فكل واحد تحمله رجلاه
ثم سكت شن وفي أثناء الطريق وقد مرا بمزرعة فيها ثمار ،
فقال شن للرجل : أتظن هذه الثمار قد أكلت أم لا ؟
قال الرجل : أمرك غريب ، ألا تراها في شجرها
ثم سكت شن ولما وصلا البلدة وإذا بجنازة تحمل إلى المقبرة ،
فقال شن : هل هذه الجنازة قد ماتت ؟
فقال الرجل : الا تراها تحمل للمقبرة ؟
عندها طلب الرجل من شن الذهاب معه إلى منزله لأنه يسكن في هذه البلدة
فقال شن : احضر لي بعد ساعة لأذهب معك
فقال الرجل : وأين أجدك ؟
شن : تجدني في أرفع مكان في بلدتكم ،
ذهب الرجل إلى منزله وكان عنده بنتاً لم تتزوج وقص هذا الرجل قصته مع شن وانه سوف يحضر
لتناول الغداء ، وسوف يجده في ارفع مكان في البلدة أي في أعلى الجبل الموجود هناك ،
فقالت ابنته : لا سوف تجده في المسجد وهو ارفع مكان في البلدة ، وهذا الرجل ذكياً وقوله احملني
ام أحملك أي قص علي قصة أو أقص عليك قصة لأن الحديث يقطع به الطريق .
أما قوله عن المزرعة أي هل صاحبة المزرعة مدان بدين لأحد ، فاذا كان عليه دين فقد ذهب محصوله
لصاحب الدين ، وأما قوله عن الجنازة هل هي ميتة أم لا ، أي هل لها من يذكرها بعد موتها من أولاد
وأعمال خير أم لا .
ذهب الرجل إلى المسجد فوجد شناً جالساً في المسجد ودعاه إلى منزله ،
فقال شن : من أخبرك انني في المسجد ؟
قال الرجل : ابنتي التي شرحت لي جميع ما قلت لي .
شن : وما أسمها ؟
قال الرجل : طبقة .
فطلبها من أبيها فزوجها إياه فقال شن : ( وافق شن طبقة ) فصارت مثلا يضرب حتى الآن .
يمكن كثير منكم مرت عليه حكاية هالمثل ، إذا أعجبكم الموضوع بإمكاني أن أذكر لكم في المرات القادمة
حكايات أخرى وراء بعض الأمثلة المشهورة
)
المصدر : المسيميري ، ناصر . 1419هـ . قصة مثل : مجموعة من الأمثال الشعبية مع قصصها الواقعية . الطبعة الأولى مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر .