زوجة من طراز مرفوض!
تعجبني هاتيك الزوجة التي تعلم أن الشرع لا يلزمها بحق واجب تجاه أهل
زوجها. وبالرغم من ذلك تعاملهم معاملة حسنة وطيبة؛ فهي تعاملهم كذلك
وعيناها هناك حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، إنها
تبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة كما تطمع في رضا زوجها الذي عد الشرع
حقه مقدما على حق والديها.
إنها لماحة ذكية فقد مهدت لزوجها بحسن صنيعها بنية تحتية يطؤها وكله ثقة
وعطاءً وإنجازا، فشعوره النفسي بالاستقرار وعلاقته الأسرية التي أبعدت عن
المشاكل والمنغصات جعلته يصعد للعلياء بأريحية تامة فبتفكيرها رقت وارتقت،
وأراحت وارتاحت، وسعدت وأسعدت حتى ارتمت بين أحضان السعادة فتلقفتها دون
انفكاك.
أما تلك المرأة التي قد أخذت من أهل زوجها موقفاً بدائيَّاً فلا سلام ولا
كلام ولا قيام بأي واجب اجتماعي، فإنها لا تروق لي بل كأني أسمع أصواتكم
تقولون: ولا نحن أيضاً، ولعل السبب يكمن في أننا مجتمع إسلامي ملني على
التكافل والتسامح ومحبة الكبير واحترامه ورحمة الصغير. كما أن علاقتنا
الأسرية قوية بقوة إيمان مؤسسيها.
تعالوا معي أيها القراء الكرام لننظر إلى نقطة سوداء في صفحة مجتمعنا
الأبيض ، لعلنا بوعينا نمحوها إنها زوجة ولكن: من طراز مرفوض ) لقد رأيتها
تتلمس المعاذير حتى تقلل من دخول أهل زوجها إلى بيتها وإذا ما دخلوا بدأت
تتململ وتتضجر وتقول إني لم أنم..!! أنا تعبانه..! ونسيت أن إكرام الضيف
من الإيمان.
وإذا ما امتلأت نشاطاً بدأت تتكلم بالكلام الذي تعرف يقيناً أنه يضايق أهل
زوجها فتبرز مساوئ زوجها وتظهر محاسنها المزعومة.. فكلامها المليء
بالأكاذيب يكاد يفجر مسامعهم، أما إذا دعيت عندهم واستجابت وقل ما تستجب
فإنها تعد ضيفا ثقيلا قد أكدت على نفسها ربط حزام الجلوس على الكرسي حتى
تنتهي مراسم الدعوة، لا تبدي تعاوناً ولا تهش لصغير ولا تبش في وجه كبير.
ما يتحرك منها سوى لسانها الذي خيل إلي أنه امتلئ سواداً من هول ما يخرج
منه وبعد رجوعها إلى منزلها تحاول أن توصل إلى زوجها كل إساءة مقصودة كانت
أم غير مقصودة ليقف في صفها ضد أهله، وهذا ما تم فعلا.. فقد امتلئ قلب
الزوج حتى قاطع أهله فقطعته بسوء صنيعها عن الجنة ، قال الرسول صلى الله
عليه وسلم: (لا يدخل الجنة قاطع).
لقد ذرفت مدامعي ألماً ، وبح صوتي حنقاً ، واحترق وجداني كمداً ، عندما
سمعت نهاية هذه الأسرة بالقطيعة إنها لم تستطع أن ت...ب أهل زوجها بسبب
تقديم هواها على عقلها واستقرارها فزجت بزوجها في قفص الحيرة ، فهاهو يضرب
بجناحيه ولا يطير، لا يعرف للنجاح معنى ولا للعطاء مغنى وإن خرج من القفص
فهو يتخبط على أرض المشاكل والمنغصات.. فلا أرض قطع ولا شجر أنبت فبقي تحت
ظل واهج ينتظر الهواء العليل، فتهب عليه ريح صرصر عاتيه.
اعلمي أيتها الزوجة أنك لو أحسنت التصرف مع أهل زوجك ستكون عاقبتك خيرا
بإذن الله.. وسيعود أثرها على صلاح نفسك وزوجك وأولادك.. قال تعالى: (ما
على المحسنين من سبيل).
كأني بك تتساءلين هل من فرصة لإصلاح ما ان...ر ؟! فأقول: نعم.. ما علك إلا
العودة إليهم في برنامج سدد وقارب، فلا زيادة ولا نقصان، عامليهم بوصية
المصطفى - صلى الله عليه وسلم - (وخالق الناس بخلق حسن)، واعلمي أن أول ما
يوضع في ميزانك "حسن الخلق" ترى من خلال مواقفك السابقة بما ملأتيه؟