يكاد يكون من الصعب تقديم تعريف موحد للعنف وذلك لإختلاف اهتمامات وتخصصات الباحثين في هذا الصدد. فعلماء السياسة يعرفونه بطريقة مختلفة من علماء الاجتماع، وهؤلاء بدورهم يختلفون في تعريفهم له عن علماء النفس ، أو علماء الجريمة والقانون. كما أنه يعرف أحيانا بطرق تختلف باختلاف الأغراض التي يكون مرغوبا الوصول إليها، وباختلاف الظروف المحيطة أيضا .. مع ذلك سنقدم التعريف التالي للعنف .
يعرف العنف بأنه: (سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف قد يكون فردا أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال واخضاع طرف آخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة اقتصاديا وسياسيا مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة أخرى).
وإذا ما أردنا تطبيق هذا المفهوم على الأسرة فإن العنف الأسري سيكون: ( أحد أنماط السلوك العدواني الذي ينتج من وجود علاقات غير متكافئة في إطار نظام تقسيم العمل بين المرأة والرجل داخل الأسرة، وما يترتب على ذلك من تحديد لأدوار ومكانه كل فرد من أفراد الأسرة، وفقا لما يمليه النظام الاقتصادي، الاجتماعي السائد في المجتمع).
علاج العنف مع ( الصغار )
علاج العنف والغصب، يبدأ من مراحل مُبكرة من العمر في مرحلة الطفولة.. فالطفل اذا هدد مثلاً بضرب شقيقه الاصغر اذا لم يحصل على لعبة جديدة، هنا يبدأ جس النبض.. فإذا لم يُحضر له لعبة جديدة وقام بضرب اخيه الاصغر، ولم يُعاقب على مافعل، فإنه سوف يستمرىء هذا السلوك، خاصةً اذا قيل له بأن المرة القادمة سوف يُحضر له لعبةً جديدة..
هنا تبدأ لعبة شد الحبل بين الطفل والاهل. فإذا اعتقد الاهل بأن الطفل صغير، والافضل إحضار لعبة جديدة له حتى لايؤذي شقيقه الصغير، عندئذ يعرف الطفل بأن اسلوبه في اسخدام العنف قد نجح، ويبدأ التفكير- لاشعورياً- بتطوير اساليب العنف التي تتناسب مع سنه، مع الاخذ بعين الاعتبار بأن الطريقة في العنف تُكبر مع التقدم في السن واختلاط الطفل مع آخرين، وكذلك مشاهدة افلام أو مسلسلات وبرامج عنيفة، فهذه تمده بذخيرة لانظير لها في كيفية تطوير اساليب عنفه..!!
اما اذا تم التعامل معه من البداية بطريقة صحيحة من مراحل الطفولة، فعندما يُهدد الطفل بأنه سوف يضرب شقيقه الصغير اذا لم يُحضروا له لعبةً جديدة، فيقف الأهل بكل حزم بأنه اذا فعل ذلك فسوف يعاقب، واذا حاول تنفيذ تهديده بأن يضرب شقيقه الصغير، وعاقبه الوالدان بالحرمان من اشياء يحبها ويوضحون له بأن هذا الاسلوب لن يفيده، وانه اذا اراد شيئاً فعليه ان يحاول ذلك بالتفاهم وان أي عملية عنف سوف تقابل بعقاب صارم، وان يتفق الوالدان على هذا الاسلوب، حيث لا يكون هناك تضارب في قول احد الوالدين عن قول الآخر.. اذا حدث هذا التضارب وغير احد الوالدين القرار وتسامح مع الطفل في عنفه، بحجة انه طفل صغير لايجب معاقبته وانه عندما يكبر سوف يتم تعليمه الامور بصورة صحيحة فإن هذا لن يحدث في المستقبل..!! اذ يصعب على الوالدين بعد ذلك ضبط سلوك الطفل ولن يستطيعوا السيطرة على ما يفعله، وينقل هذا السلوك الى خارج المنزل.
هذا ما توصلت له بعد البحث وإذا كان كانت هي الإجابة الكافية فهو توفيق من الله ..
وإن لم يكن كافياً سأبذل جهداً حتى أتمكن من توفير الإجابة الكافية للجميع ..
دمتم في رضى الرحمن